جار ئەم لاپەڕە بینراوە

السبت، 24 مايو 2008

حلبجة اميرة المدن / عبد الاله الصائغ

حبيبتي حلبجة جئتك اليوم حاملا لك باقة ورد وقصيدة شعر
لن ابكيك حبيبتي سامحيني
فانا لا احب البكاء
لن ارثيك مليكتي فأنا لا احسن الرثاء
ادري انهم زرعوا الويل في ازقتك وبيوتك
مزارعك وباحاتك
ادري ان خمسة الاف ملاك من سماواتك
اختنقوا بدخان البعث العنصري
رايت اماً حلبجاوية تحتضن اطفالها الميتين
اماً حلبجاوية ماتت بصمت القديسات
ادري ان صدام التعس شاهد فلما مفصلا عن مأساتك
ومعه محظياته وخصيانه وهو يحتسي دخان السيغار الكوبي
ويقهقه بهستيريا وهو يردد كالممسوس :
العراق عراقنا ولن يكون للكورد ولا للشيعة
العراق قلعة القومية والبداوة
حلبجة رسالة لغير العرب كي يتركوا اراضينا ويذهبوا للجحيم
ادري ان الرفاق وزعوا الشوكلاته في مآتمك
شربوا وثملوا ورقصوا
غنوا وطربوا وناموا
وانت ياحلبجة ياكعبة الحرية
تتلفتين باحثة عن كلمة طيبة تقال فيك
عن اغنية شجية تدغدغ مساءاتك
عن مروءة تصرخ في وجه العالم البليد
قائلة : ألأني كوردية عليَّ ان احتمل العذاب
ألأني طاهرة تركتموني لرحمة النجسين
ايها العالم لماذا يستفزك مقتل باندا في الصين
ولا يستفزك خمسة آلاف ملاك قضوا في دقائق
وهم لايعرفون تحديدا جريرتهم
حلبجة كل القصائد باردة إلا حين تمس ترابك
كل الورود كامدة إلا حين تمسها فراشاتك
كل المياه راكدة إن لم تتعمد بينابيعك
انت تنتظرين زبانية الجحيم الذين اغتالوك معلقين
على اعواد المشانق في باحاتك
كما تنتظر النجف والناصرية والبصرة والعمارة
كما تنتظر الموصل والديوانية
الذين اغتالوا فتيان المقابر الجماعية والفتيات
معلقين على جذوع النخل واعمدة الكهرباء
حلبجة انت والنجف توأمان
شهداؤك وشهداؤها
يدبكون الساعة في الفراديس دبكات كوردية
والعذراوات يفرقن على الراقصين خبز العباس
لانك عزيزة
لانك طاهرة لانك عظيمة
لانك مسالمة
لانك كبيرة
لانك كوردية
عشقناك ووضعنا ترابك كحلا للعروسات
وترياقا للعافية
لأنك كذلك احرقك البعثيون
والفاشيون
وهم الساعة يتكتمون على مأساتك
حلبجة
الشمس في سمائك زرقاء كعيني سنابل
السحب تظللك بيضاء كبشرة العذراء
بيوتك من الكرستال
ازقتك معبدة بالفيروز
ساحاتك الخضراء
عصافيرك تسقسق للفجر وتجمجم في الليل
اما قاتلوك فالشمس في سمائهم حمراء بلون الدم
السحب التي تظللهم سوداء مثل اسفنج القطران
بيوتهم من هتيكة
ازقتهم معبدة بالفجيعة
ساحاتهم موحلة كمخادعهم
عصافيرهم غربان تنعب للفجر وتنعب لليل
حلبجة آت يوم القصاص
فاستعدي له .

ليست هناك تعليقات: